منذ عام 2020 مع انتشار جائحة كورونا وغلق المدارس لفترة ليست بقليلة انتشرت كثيرا ظاهرة تراجع الأداء التعليمي للطلاب. بالإضافة لوجود عدة عوامل وأسباب أخرى لها دور كبير أيضا في هذا التراجع التعليمي الذي بالضرورة له دور كبير في ضعف الطلاب وقدراتهم التعليمية. لذلك اليوم سنقوم بالتركيز على أسباب تراجع الأداء التعليمي للطلاب، وطرح عدة حلول عملية لتخطي هذه المشكلة. وتقديم مجموعة من النصائح لأبنائنا الطلاب لتحقيق التفوق الدراسي المرجو، فتابعونا.
أسباب تراجع الأداء التعليمي للطلاب
توجد عدة أسباب لها أثر كبير في تراجع الأداء العلمي للطلاب، ومن هذه الأسباب ما يلي:
أولا: البيئة
البيئة المحيطة بأي إنسان وبالطالب على وجه الخصوص لها دور كبير في مستواه التعليمي. حيث أثبتت الدراسات أن المشكلات البيئية التي تحيط بالطالب لها دور فعال على تراجع أدائه التعليمي ومستواه الدراسي. ومن ضمن المشاكل البيئية على وجه المثال، سوء تهوية غرف الصف، عدم وجود الإضاءة الكافية، قلة وجود المرافق الصحية وعدم كفايتها، واستخدام واتباع طرق تدريس ضعيفة، ضعف قدرات المعلمين الدراسية. وغير ذلك من العوامل التي تتسبب في تراجع الأداء التعليمي للطلاب.
ثانيا: صعوبات التعلم
تتمثل صعوبات التعلم في عدة أوجه ومنها، فرط الحركة، اضطراب القراءة، تشتت الانتباه. فكل هذه الصعوبات تتسبب في ضعف مستوى التركيز لدى الطالب مما يؤدي إلى تراجع في المستوى التعليمي. ويتم ملاحظة كل هذه الصعوبات منذ الطفولة، فيظهر على الطفل حينها كثرة نشاطه واندفاعه، وتشتت الانتباه.
ويستمر ذلك حتى فترة المراهقة إذا لم يتم علاجه بالطرق الصحيحة. حيث أثبتت الدراسات أن الطلاب الذين يعانون من فرط الحركة لا يقدرون على التقدم الدراسي مقارنة بغيرهم من الطلاب الأسوياء.
ثالثا: مستوى الذكاء
مدى مستوى ذكاء الطالب هو أيضًا من ضمن أسباب التراجع في المستوى التعليمي. حيث أجريت أبحاث على مجموعة من الطلاب بعد عمل اختبارات فكرية لهم لتحديد مستوى الذكاء لدى كلا منهم، وتم وضعهم تحت المراقبة لفترة.
فتبين أن من كان لديه مستوى ذكاء أقل ليس بنفس مستوى أداء الطالب الذي يرتفع معدل الذكاء لديه. لذلك فإن مستوى الذكاء هو من أحد عوامل تراجع الأداء التعليمي للطلاب.
رابعا: أسباب اجتماعية
يؤثر المجتمع وسلوكه بشكل كبير على عملية التعليم وأداء الطلاب التعليمي. وهذا يرجع لدور المؤسسات التربوية ومدى قدرتها على معالجة تلك المشاكل مثل:
- تعاطي المخدرات، وهي من أهم الأمور التي تؤثر سلبا على تراجع التعليم. فالطالب الذي يتعاطى المخدرات أو غيرها من المواد الكحولية يتراجع كثيرا مستواه التعليمي.
- قد يتعرض الطالب للعنصرية والتنمر لأي سبب كان. وهذا يؤثر بالسلب على مستواه التعليمي.
- اختلاف الثقافات، ويتمثل هذا في بعض حالات الأسر المهاجرة لبلادها أو المغتربين. فلا تكون لديهم القدرة على الحصول على التعليم الذي يتناسب مع ثقافتهم أو لغتهم بسبب الاختلاف.
- التفرقة بين الذكر والأنثى في بعض المؤسسات التعليمية يتسبب في زعزعة الأداء التعليمي لدى الفرد والشعور بالضعف.
خامسا: أسباب شخصية
ومع كل الأسباب والعوامل السابقة فإن تراجع الأداء التعليمي للطلاب. وقد يكون لوجود أسباب ذاتية بالطالب نفسه تتسبب في هذا التراجع، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- ضعف قدرات الطالب التعليمية الفكرية.
- عدم بذل الطالب الجهود المطلوب لتلقي العلم.
- اقتراب الطالب من أصدقاء وزملاء متأخرون بالعملية التعليمية.
- عدم اختيار التخصص الذي يتناسب مع الطالب وقدراته.
- عدم الالتزام بحضور الدروس والمحاضرات.
أقرأ المزيد: المؤتمر التعليمي العربي
الحلول المتبعة لتقدم الأداء التعليمي للطلاب
حتى نتخطى مرحلة تراجع الأداء التعليمي للطلاب، علينا في البداية تحديد ما هو السبب وراء هذا التراجع للطالب من ضمن الأسباب التي ذكرناها أو غيرها من الأسباب. فإن معرفة السبب هي المرحلة الأولى للعلاج. لذلك سنطرح عليكم بعض من الحلول التي يجب اتباعها:
أولا: توفير البيئة المناسبة للطالب
حتى يتم تلقي العلم بطريقة صحيحة يجب أن يتم توفير كافة سبل الراحة وهيئة البيئة المحيطة به، وكل ما يحتاج إليه الطالب من وسائل لتلقي العلم بطريقة متيسرة. فيجب توفير الإضاءة الكافية، والاهتمام بوجود مرافق صحية بشكل مناسب. كما يجب الانتباه جيدا بمدى جودة مستوى المدرس الذي يقوم بتقديم المادة العلمية ومدى إتقانه لها.
فإذا كان الطالب متميز ولكن المدرس لا يوفر له المعلومات الكافية، فكيف للطالب أن يتقدم بالمستوى العلمي وينهض بالعلم؟
ثانيا: علاج صعوبات التعلم لدى الطالب
في مرحلة الطفولة يجب الانتباه جيدا لما يصدره الطفل من تصرفات، ومتابعة تحركاته وإذا كان يعاني من فرط حركة وتشتت الانتباه أم لا. وفي حالة اكتشفنا ذلك فيجب معالجته بالذهاب للمتخصصين والمتابعة الجيدة له حتى يتخطى هذه المرحلة، بحيث يتم تشجيع الطالب على تعديل سلوكه لرفع مستواه العلمي.
ثالثا: إعداد برامج جديدة
مع اختلاف القدرات الفكرية ومستوى ذكاء كل طالب واختلافه عن الآخر ينبغي وجود عدة حلول وبرامج جديدة وأفكار إبداعية ومبتكرة تتوافق مع الطلاب الذين يعانون من ضعف مستواهم التعليمي. بحيث يكون هناك القدرة على توصيل المعلومة بقدر قدرة الطلاب الفكرية.
والعمل على تنمية المهارات والاهتمامات لدى الطلاب الذين يعانون من تراجع الأداء التعليمي، ويكون ذلك من خلال اتباع بعض الأنشطة التي تهدف لذلك، وإدخال وسائل تعليمية حديثة ومطورة مثل الأجهزة السمعية والأجهزة البصرية فهي تساعد الطلاب على الإدراك والفهم بشكل عملي أكثر.
رابعا: التواصل مع أولياء الأمور
التواصل مع أولياء أمور الطلاب هو من الحلول الهامة جدا لعلاج تراجع الأداء التعليمي للطلاب فإن ولي الأمر له دور فعال جدا في المتابعة وتقييم وضع الطالب، فينبغي على كل ولي أمر متابعة ابنه باستمرار، ومراجعة الاختبارات الشهرية والسنوية لتصحيح أية أخطاء لديهم والتشجيع على التقدم المستمر.
أقرأ المزيد: نتائج توظيف التكنولوجيا في التعليم على الطلاب والمعلمين
نصائح هامة للطلاب للتفوق دراسيا
العلم هو أساس الحياة والمستقبل لكل طالب لذلك ينبغي أن يكون هدف الطلاب هو تحقيق التفوق دائما وليس مجرد النجاح، لذلك نقدم لكم بعض النصائح للتفوق دراسيا وتحقيق طموحاتكم:
- الثقة بالنفس من أهم عوامل التفوق، فإذا كنت تثق أنك ستحقق شيئا ما حتما ستحققه رغم الصعاب.
- ضرورة المراجعة المستمرة للدروس المقررة والعزم على دراستها أولا لأول حتى لا تتكاثر الأعباء عليك.
- العمل على تكوين مجموعات من الطلاب المجتهدين للتشجيع على الدراسة، فإن المذاكرة في جماعة تساعد على ترسيخ المعلومات.
- أسعى دوما لتطوير قدراتك ومهاراتك ومعرفة نقاط ضعفك والعمل على تقويتها.
- التزم دوما بحضور الحصص الدراسية وعدم إهمالها حتى لا تفوتك أي معلومة مهمة.
- على أولياء الأمور توفير الوسائل التعليمية الحديثة لابناءهم ومساعدتهم لهم دوما والعمل على تشجيعهم.
- من أهم النصائح للتفوق الدراسي هو العمل دوما على وضع خطة دراسية وجدول متبع لإنجاز المهام الدراسية، مع ضرورة تقسيم الوقت اليومي بين الدراسة والرياضة ووقت خاص لتنمية المهارات.
الخاتمة
وأخيرا اعزائي نكون وصلنا لنهاية مقالتنا ونتمنى أن نكون قدمنا لكم المعلومات الكافية لأسباب تراجع الأداء التعليمي للطلاب، مع تقديم الحلول والنصائح للطلاب، مع كامل التمنيات بالتوفيق والتفوق دائما.