يعلم الجميع أن من أهم خطوات النجاح في العملية التعليمية هو الاهتمام بالمهنة نفسها، لذا يجب علينا تطويرها بصورة مستمرة لكي تستطيع مواكبة العصر الذي نعيش فيه، وأيضا فإن للمعلم دور مهم جدا في هذا التطور لذا فلا بد له من امتلاك الكثير من المهارات المهنية التي من خلالها يستطيع ترك بصمته على نجاح الطلاب وسلوكياتهم وأخلاقهم وغير ذلك. فهو الطريق الأوحد الذي لا يختلف عليه أحد في أنه هو الأساس لبناء شخصية الطالب ورفعه إلى أعلى درجات النجاح، من خلال الأسطر التالية سوف نتحدث عن أيهما أفضل التعليم الذاتي أم المدرسة.
نبذة عن التعليم في المدرسة
هو نظام يعتمد على تلقي الدروس التعليمية من المعلم وجها لوجه في الفصل ولا بد من وجود المعلم والمتعلم والكتاب والصبورة كمحاور أساسية لتلقي الدرس، ومنذ بدء التعلم وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة لتلقي العلوم والمعارف المختلفة وهنا كانت المتعلم يتلقى المعلومة ويحفظها دون البحث لاكتشاف معاني جديدة فلم يكن هناك وسائل تعليمية مبتكرة كما في يومنا الحال.
ويعتبر هذا النظام هو الأفضل بالنسبة للأطفال الصغار خاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة حيث أن الحضور المنتظم والتفاعل مع المعلم يولد مجموعة من المشاعر بين الطالب والمعلم وبينه وبين زملائه وبالتالي يساعد ذلك على تكوين الشخصية واكتساب الكثير من المهارات وأيضا تمكن المعلم من معرفة نقاط القوة والضعف عند تلاميذه وبالتالي يستطيع استغلال هذه النقاط في صالح التلميذ.
إيجابيات التعليم في المدرسة
إن الحضور بصفة مستمرة إلى المدرسة وتلقي العلوم المختلفة يولد حالة من المشاعر المختلطة بين المعلم والمتعلمين لأن كل منهما يركز على تحركات وأحاسيس الشخص الآخر، ومدى استجابة الطالب لتلقي الدروس المختلفة ولذلك نجد أن بعض من الطلاب يتأثرون بشخصية أحد المعلمين لأن المعلم في هذا الوقت هو قدوته أكثر من أبيه فهو الأب الروحي بالنسبة له.
أقرأ المزيد: كيفية قياس أداء الطلبة في التعليم الإلكتروني والمدارس
سلبيات التعليم في المدرسة
- سلبيات هذا النظام تتمثل في طريقة حفظ الطالب للمعلومة حيث أنها لا تركز على أي جوانب أخرى لدى الطالب سوى الحفظ.
- إهمال جانب الفهم لدى المتعلم واكتساب الخبرات المختلفة والبحث والاكتشاف للمعلومة التي يتلقاها.
- عدم معرفة الفروق بين الطلاب مهما كانت هذه الفروق كبيرة وذلك نظرا لضيق وقت الحصة وكذلك كثرة عدد التلاميذ في الفصل الواحد.
- يترتب على كل هذا إلغاء روح الابتكار والإبداع والتفكير الخيالي والناقد لدى الطالب وهذا هو أسوأ السلبيات.
ما هو التعليم الذاتي ؟
قد يتبادر للأذهان أن التعليم الذاتي وجد فقط في السنوات القليلة الماضية ولكن هذا غير صحيح. ففي الماضي كان يحاول الكثيرين اعتماد أسلوب التعليم الذات باللجوء إلى بعض المصادر المحدودة في تثقيف أنفسهم. كما أنه كان يتم عن طريق المراسلة بالبريد، ولقد أطلق عليه بعض الخبراء مجهود يبذله الفرد لتثقيف نفسه من بعض المصادر التي تساعده في معرفة بعض الحقائق والمعلومات المهمة.
كذلك يمكن طلب المساعدة من المعلم بطريق غير مباشرة، أما الآن فلا يمكن الاستغناء عن شبكات الإنترنت في تلقي التعليم الذاتي. فهي الأساس في تطويره وفاعليته وهي التي أدت إلى انتشاره بهذه الصورة الكبيرة.
أهمية التعليم الذاتي
عمل على تعزيز فكرة اعتماد الشخص على نفسه ورغبته الحقيقية في تلقي العلم، كما استطاع تحفيزهم على التعلم دون طلب مساعدة من أحد والبحث في كافة المصادر التي تساعده على تلقي العلم مهما كانت بسيطة ولقد كان التعليم الذاتي في الماضي صعب جدا في الحصول على المعلومات فكان يعتمد على زيارة المكتبات وكذلك البحث في المجلات فقد كان هناك بعض المجلات تقوم بنشر دروس ومعلومات تعليمية لتقدم الإفادة للجميع، ولكن مع ظهور الإنترنت ووسائل الاتصال المختلفة أصبح بمقدور الجميع تعليم نفسه ذاتيا بطريقة سهلة وبسيطة.
مزايا التعليم الذاتي
يمتلك التعليم الذاتي العديد من المزايا التي تسهل على الجميع تلقي العلم من مصادر جديدة ومختلفة وهذه المزايا هي:
- منح حرية اختيار المجال الذي يريد دراسته.
- معرفة قدرات وإمكانيات المتعلم ومدى معرفته بهذه الإمكانيات التي يملكها.
- ليس هناك مدة زمنية معينة تنتهي خلالها تلقي المعلومة فالوقت مفتوح تماما مما يترك لك مساحة التعلم في أي وقت.
- يحررك من كافة الضغوطات النفسية التي تطارد المتعلم في المؤسسات التعليمية المختلفة.
- يعمل على زيادة ثقة الطالب بنفسه واعتماده الكامل على نفسه ومراقبتها وبالتالي يستطيع من خلالها تحمل مسؤولية نفسه.
- يضع الطالب أهداف معينة تساعده على النجاح وذلك بناء على إمكانياته وقدراته على التعلم التي يعرفها جيداً.
عيوب التعلم الذاتي
هناك بعض العيوب التي يجب على متلقي العلم والبحث عن الحلول المناسبة للتغلب على هذه العيوب وهي :
- في بعض الأحيان لا يمكن التمييز بين المصادر الموثوقة والأصلية لتلقي العلم وبين غير الموثوقة.
- في بعض الأحيان يمكن أن يحدث بعض التغيرات في نفسية المتلقي وبالتالي انخفاض الحافز التعليمي.
- المتعلم هو المراقب لنفسه والذي في بعض الأحيان يمكن يقلل الانضباط في حضور المواعيد المخصصة لتلقي الدروس.
- ولكن كل هذا يمكن للمعلم أن يتغلب عليها بكل سهولة فقط عليه أن يتخطى كل تلك العيوب عن طريق إصراره وامتلاكه للعزيمة والإرادة المطلوبة.
أهم منصات التعليم الذاتي
هي من أهم الأدوات التعليمية الخاصة بالتعليم الذاتي البعض منها يكون استخدامه بمقابل مادي والأخر بالمجان كما أن معظم هذه المنصات توفر شهادات معتمدة وهذه المنصات هي :
- منصة Coursera.
- منصة Udemy.
- منصة Udacity.
- منصة edX.
- منصة LinkedIn learning.
- منصة إدراك.
- منصة al mentor.
- منصة رواق العربية.
- منصة أكاديمية حسوب.
- منصة Khan academy.
بعض النصائح عن التعليم الذاتي
يعطي الخبراء بعض النصائح المهمة التي يمكن من خلالها الاستفادة بالقدر الكافي من التعليم الذاتي:
- التقييمات الشخصية التي تضعها لنفسك من وقت إلى آخر لكي تعرف مستواك التعليمي.
- عدم الاعتماد على المصادر الإلكترونية وحدها في تلقي العلم ولكن عليك التوسع في البحث عن العديد من المصادر المختلفة.
- كن فضوليا لتكتسب الكثير من المعرفة وبالتالي يمكنك إدارة وقتك بذكاء لتتلقى العديد من المعلومات في وقت قصير.
فوائد الإنترنت في التعليم
هناك العديد من الفوائد التي قدمها الإنترنت للتعليم وخاصة التعليم الذاتي وهذه الفوائد تتمثل في:
- ليس هناك تقيد لمكان أو زمان لتلقي العلوم المختلفة وبالتالي يعطي بعض المرونة لكل من الطالب والمعلم.
- كسر حاجز الملل الذي كان يشعر به الطالب أثناء دوامه في المدرسة.
- إتاحة التواصل المباشر بين المعلم والمتعلم بصورة جيدة وبالتالي توصيل المعلومة تبعا لقدرات الطالب في تلقي العلم مما يجعل هناك بعض الاهتمام من قبل المعلم للطالب.
- تقليل الكثير من التكاليف والنفقات التي كانت تستهلك بنسبة كبيرة أثناء التعليم المدرسي من مصاريف الكتب وغيرها وكذلك تكاليف الانتقال إلى المدرسة فكل ما تحتاجه هو جهاز كمبيوتر متصل فقط بالإنترنت.
- هناك العديد من أدوات التعليم المختلفة مثل الصور والفيديوهات وكذلك العديد من المنصات التعليمية المختلفة.
السؤال المهم الآن أيهما أفضل التعليم الذاتي أم المدرسة؟
يرى الكثير أن كلاهما مهم في تعليم الطلاب حيث أن التعليم المدرسي مفيد مع الأطفال الصغار وخاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وذلك لأن الأطفال في مثل هذا السن يكون التواصل معهم وجها لوجه أفضل لهم من التعليم الذاتي، أما التعليم الذاتي فهو يمكن للطالب في سن المراهقة ” مرحلة الثانوية” وكذلك مرحلة الجامعات ولقد انتشر بشكل كبير في العامين الماضيين وذلك بسبب جائحة كورونا وما حدث خلالها.
أقرأ المزيد: أهداف تكنولوجيا التعليم وكيف تساعد في حل المشكلات التعليمية
الخاتمة
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا والذي تحدثنا فيه بشكل دقيق ومفصل عن أيهما أفضل التعليم الذاتي أم المدرسة، ونود أن نكون قدمنا لكم محتوى هادف ومفيد، ونسعد بالمشاركة لتعم الفائدة على الجميع.