يعد التعليم والتنمية الذاتية من أكثر الأمور التي يهتم بها الناس في وقتنا الحالي. نظراً لتأثيرهم في تطور ونجاح الفرد والمجتمع، ونمو العقل، واتساع مدارك الإنسان. ويمكن اعتبار التعليم أحد أكثر الأسباب الداعمة والمحفزة للعيش على وجه الأرض. وذلك لطموح الإنسان دائماً إلى النجاح والازدهار والتقدم، ورسم مستقبل مشرق لنفسه وللمجتمع. وسوف نتعرف في هذا الموضوع على تعريف التعليم والتنمية الذاتية، ووسائل التعليم وأنواعه، وأهميته في حياتنا، ومعرفة كيفية تنمية الذات.
ما هو تعريف التعليم والتنمية الذاتية؟
يختلف التعليم والتنمية الذاتية في المعنى، ولكلًا منهم تعريف خاص به وهو:
- أولاً تعريف التعليم: هو عملية منظّمة قائمة على بذل مجهود من قبل الطرفين الأساسيين وهما المعلم والطالب. حيث يقدم المعلم للطالب كل ما يعرفه من معلومات وخبرات ومهارات مثمرة ومفيدة في مجال تعليمه بطرق معينة وأسلوب مميز وسلس. ودور الطالب هنا هو تلقي هذه المعلومات بكامل الاستيعاب والتركيز. وتسمى هذه العملية بالتعليم لما فيها من تعليم علوم جديدة ومختلفة للطالب.
- ثانياً تعريف التنمية الذاتية: هي اكتشاف مهارات الفرد وقدراته والعمل على تطويرها. والترقي بها لأعلى المستويات من خلال استخدام وسائل التعليم، والتدريب، والقراءة لتحقيق مختلف النجاحات والأهداف العملية، والشخصية أيضاً. وهكذا يمكننا استنتاج أن التعليم هو سبيل وأداة مهمة للوصول إلى التنمية الذاتية والمستقبل المشرق للفرد والمجتمع.
أقرأ المزيد: التعلم الذاتي: مفهومه، وأهميته، واستراتيجياته
ما هي أهمية التعليم للفرد والمجتمع؟
للتعليم دور مهم في حياة الإنسان ولا يمكن إنكاره بأي شكل من الأشكال. ويتمثل هذا الدور في:
- امتلاك الفرد مهارات أساسية مختلفة والتي لا يمكن له امتلاكها دون المرور بالمرحلة التعليمية. وهذه المهارات مثل مهارة الكلام، ومهارات السلوك والمعرفة، والمهارات الإبداعية كالرسم، ومهارة الحديث والتواصل مع الآخرين.
- القدرة على الانخراط في الحياة العملية، وإيجاد كل شخص فرصة عمل مناسبة له. ومن البديهي وجوب تلقي التعليم المناسب لإمكانية حدوث ذلك.
- قدرة الفرد على التصرف في أي موقف قد يتعرض له في حياته اليومية أو حل أي مشاكل قد تواجهه. وتتشكل هذه القدرة من العقلانية، والمنطقية، والموضوعية التي يستمدها الإنسان بشكل مباشر من التعليم.
- يؤثر التعليم في المجتمع من ناحية الازدهار، والتطور، ونشر القيم والسلوكيات الصحيحة. لذلك من المهم اعتبار التعليم من الأمور الأساسية الضرورية التي يجب تنفيذها من أجل مجتمع أفضل.
- تمييز الخطأ عن الصواب ويرجع السبب الأساسي في القدرة على التمييز إلى العقل المميِّز الذي خلقه الله لنا. ولكن للتعليم دور كبير في المساعدة على ذلك وزيادة وعي الإنسان.
- امتلاك الفرد المعرفة الكافية في كل مرحلة تعليمية يمر بها، والتي تفيده في مختلف جوانب حياته في هذه المرحلة من حيث المهارات، والردود الأفعال المطلوبة في كل موقف، وكيفية التعامل مع الناس بشكل عام.
أنواع التعليم والتنمية الذاتية
للتعليم 4 أنواع مختلفة وهذه الأنواع هي على سبيل المثال:
- التعليم الأكاديمي التقليدي : وهذا النوع من التعليم والتنمية الذاتية هو المعروف. والأكثر انتشارا وهو الذي يتم تأديته في المدارس، والمعاهد الأزهرية، والجامعات، ومعاهد التعليم العالي الخاصة. ويشمل أيضاً الدراسات العليا في أي تخصص وهي (الدبلومة والماجستير والدكتوراه). ويعتمد هذا النوع على نقل المعلم المعلومات، والمهارات، والتجارب التي يملكها إلى الطلاب.
- التعليم الحِرَفي : ويعد الهدف الأساسي من هذا النوع هو التعليم والتنمية في مجال الحِرف المختلفة. مثل حِرفة تصليح الأدوات الكهربائية، حِرفة النجارة، حِرفة الغزل والنسيج، وغيرها من الحِرف.
- التعليم المهني : يشابه هذا النوع التعليم الحِرَفي إلى حدٍ ما. ويهدف إلى إتقان ممارسة مهنة معينة. ولكنه يتطلب قبل كل شيء امتلاك مهارات وقدرات خاصة للمهنة. ومن أمثلة هذه المِهن (التعليم الصناعي – التعليم الزراعي).
- التعليم الشامل : وهذا النوع هو الذي يضم جميع أنواع التعليم السابقة. على سبيل المثال تواجُد دروس التاريخ واللغة العربية في مجال التعليم الصناعي.
أقرأ المزيد: ما هو التعلم الذاتي وكيفية عمل خطة فردية
وسائل التعليم والتنمية الذاتية
سنتعرّف على أهم 5 وسائل للتعليم والتنمية الذاتية وهي على سبيل المثال:
- وسائل التعليم البصرية : وتتمثل هذه الوسيلة في النماذج والعينات، والرسوم البيانية، والصور، والخرائط التاريخية، وغيرها من الأمثلة البصرية المختلفة.
- وسائل التعليم السمعية : وهي الوسائل التي تعتمد على التعليم من خلال السمع فقط. وتتمثل في التسجيلات الصوتية، والإذاعة المدرسية، والأسطوانات، وغيرها.
- وسائل سمعية بصرية : وهي وسائل التعليم والتنمية الذاتية التي تعتمد على السمع والبصر معاً. وتتمثل في الفيديوهات التعليمية المتحركة، وأجهزة التلفزيون والصور الفوتوغرافية، وغيرها.
- رحلات التعليم الميدانية : ويتم تلقي التعليم بهذه الوسيلة عن طريق مشاهدة المحتوى التعليمي على الطبيعة. والهدف الأساسي منها هو تغيير الروتين وإضافة المرح إلى العملية التعليمية.
- مَعارض التعليم : تعد هذه الوسيلة من أكثر الوسائل التي تساعد على نقل المعلومات. بالإضافة إلى زيادة مستوى الابتكار لدى الطالب. ولهذه المعارض أنواع مثل (معارض مدرسية – معارض تعليمية عامة في المنطقة – معارض تعليمية عامة في البلاد).
كيف يمكنك تنمية ذاتك؟
التعليم والتنمية الذاتية هم جزء لا يتجزأ من حياة الفرد حيث يتساءل الكثير من الناس عند سماع جملة التعليم والتنمية الذاتية حول كيفية تنمية الذات وتطويرها ؟ وتكمن الإجابة في اتباع الخطوات التالية
- يجب عليك أولاً وقبل كل شيء أن تدرس وتحلل الواقع الذي تعيش فيه والمحيط الخاص بك ومعرفة وضعك الحالي. وفي حال كان الوضع سيئ أو غير محفز عليك المحاولة قدر الإمكان على تخطي هذا الوضع وتجاوز أزماتك لتبصر النور وتتجه نحو أوّل خطوات نجاحك.
- ثم بعد ذلك عليك إدراك أن نجاحك، وتنمية ذاتك، وتطوّرك هي أمور متوقفة عليك أنت فقط ولا يمكنك الحكم بأن المشكلة في محيطك أو في العالم الخاص بك بل هي مشكلتك وحدك لأن تعليق الفشل على شمّاعة العالم، والمحيط، والظروف هو أكبر دليل على فشلك أنت بالفعل.
- احرص على احترام ذاتك، وتقديرها، وحبها من خلال تحديد القيم الخاصة بك والعمل على توظيف هذه القيم.
- فكّر بشكل إيجابي دائماً، ودَع وعيكَ منفتحاً ومستعداً لاستقبال أي أفكار أو معتقدات مختلفة لتتمكن من الارتقاء بتفكيرك، وزيادة مستوى المعرفة لديك.
- تعرّف على المهارات التي تمتلكها فمن المؤكد أنه لكل فردٍ منّا مهارات خاصة به وتُميزه عن غيره، ومحاولة اكتساب عادات مختلفة وجديدة قدر الإمكان.
- معرفة كيفية إدارة وقتك في ممارسة الأمور المهمة، وعدم تضييعه في أمور غير نافعة.
الخاتمة
في الختام بعد أن تعرفنا على أهمية التعليم والتنمية الذاتية في حياتنا وكيف أنه من الضروري على كل فرد الاهتمام بتطوير مهاراته، وشخصيته وتنمية ذاته للوصول إلى درجات عالية من النجاح في حياته العملية والشخصية. تسعدنا أيضاً مشاركتك في التعليقات والتعبير لنا عن مدى تأثير التعليم والتنمية الذاتية عليك، وأهميتهم بالنسبة لك؟