يشهد العالم في هذه الفترة تطورات كبيرة جدا وفي ظل هذه التطورات يكون هناك تساؤلات عن كيف ستبدو مؤسسات التعليم في المستقبل. وبالأخص مع وجود تنبؤات بوصول عدد السكان على كوكب الأرض إلى 9.9 مليار شخص مع قدوم عام 2050. ولذلك سيكون هناك تسارعا كبيرا ويكون هناك العديد من التحديات وأهمها شكل مؤسسات التعليم في المستقبل وهل سوف تظل الجامعات والمدارس كما هي أم تأخذ شكلا آخر؟.
بالإضافة إلى المناهج هل سوف تختلف عما هي عليه الآن، أو سوف تتغير من أجل مواكبة العصر والتطورات. تعالوا معنا في هذا المقال نتعرف على الشكل التخيلي التي سوف تظهر عليه مؤسسات التعليم في المستقبل وبالتحديد مع بداية عام 2050.
كيف ستبدو مؤسسات التعليم في المستقبل
أصبحت التكنولوجيا الآن شيرت رئيسيا في اليوم الدراسي. حيث تعتمد المدارس في الوقت الحالي على السبورة الذكية بديلا عن السبورة القديمة، لكن ما زلنا حتى الآن نرى الشكل التقليدي للفصل حيث يقف المعلم أمام الطلاب ليشرح لهم المناهج. لكن مع التطورات السريعة ازداد السؤال عن شكل مؤسسات التعليم في المستقبل.
وهناك عدد من التصورات التي طرحت في هذا الموضوع والتي صورت شكل مؤسسات التعليم فالمستقبل وكانت كالآتي:
زيادة منهج التعليم المنزلي بشكل واسع النطاق
في الفترة القادمة سوف يشهد التعليم نهجا جديدا يعتمد على العمل الفردي. وذلك سوف يساهم في إعطاء الأولوية للتعليم عن بعد، وذلك ما يسمح للطالب بتحديد ما يريد دراسته وفي الوقت الذي يريده وبعدد ساعات يحدده بنفسه. وهذا ما يجعل مؤسسات التعليم في المستقبل تبدو مختلفة كثيرا عن وقتنا هذا.
وبالإضافة إلى أن ذلك سوف يوفر الكثير من الجهد والوقت للطالب مما يسمح له بقضاء وقت أطول مع عائلته، ويترك له مساحة خاصة به. ونظرا للتغير الذي سوف يحدث داخل مؤسسات التعليم في المستقبل والاتجاه إلى التعليم المنزلي. سوف يساهم هذا في الحد من التكاليف التي كانت تنفق.
بالإضافة إلى توفير بيئة جيدة للطالب حتى يستطيع التحصيل بشكل أكبر. بالأخص أننا نعيش فترة بها تنمر وضغط منافسة تشتت عملية التحصيل الدراسي عند الطالب.
التعلم المعتمد على المشاريع وظهور تكنولوجيا التعليم داخل الفصل
من أهم التغيرات التي سوف تشهدها مؤسسات التعليم في المستقبل هي دخول التقنيات الخاصة بالبرمجة. كما ستتواجد الروبوتات، بالإضافة إلى وجود العديد من التطبيقات التي تكون مساعدا للمعلم حتى يتمكن من تقديم المعلومة للطلاب بشكل أكثر كفاءة.
كما سوف تساهم التقنيات التي سوف تستخدم في عملية التدريس في تسهيل تلقي الطالب للمعلومة. وسوف يبدو التعليم بشكل إبداعي وعملي أكثر من كونه نظري. وبالإضافة إلى أن تقييم الطالب سيكون بناء على المهارات الشخصية وبالأخص مهارة التفكير النقدي ومهارة حل المشكلات.
وأيضا تختفي تماما في مؤسسات التعليم في المستقبل الاختبارات ويكون بديلها هو المشاريع الإبداعية. ويقيم الطالب على حسب المشروع الخاص به.
التحول الرقمي بشكل كامل
سوف تشهد مؤسسات التعليم في المستقبل تحولا رقميا كبيرا فلا يتوقف الأمر على عدد من الوظائف، بل سوف يكون التفاعل من خلال الإنترنت مع الطلاب بشكل أكبر. وكما سوف يتم عمل تجارب القبول عن طريق الإنترنت والبريد الشخصي للطالب. لذلك سوف تشهد الوظائف الموجودة في التعليم في المستقبل تطورا كبيرا وتصبح رقمية بشكل كامل.
وجود مصادر تعليمية مختلفة
سوف تعمل مؤسسات التعليم فالمستقبل على توفير عدد كبير من مصادر التعليم التي تمكن الطلاب بالتفاعل مع المادة بشكل أكثر. وسوف تكون متاحة للجميع ويمكن الاطلاع عليها في أي وقت.
دخول تقنيات محاكاة حديثة
تقنيات المحاكاة الحديثة تساهم بشكل كبير في تطوير التعليم في المستقبل. سوف يساهم ذلك في جمع عدد أكبر من المعلومات التي تساهم في معرفة مدى مشاركة الطلاب منا يعكس فهم المادة.
ظهور عدد من المنصات المتخصصة في عملية التعليم
سوف تتجه مؤسسة التعليم في المستقبل إلى المنصات الإلكترونية من أجل التحول إلى التعلم الافتراضي، والتعرف على عدد أكبر من وجهات النظر. وكما سوف تعمل المنصات الإلكترونية فرصة للطلاب لتبادل الأفكار وتعلم طريقة مناقشة القضايا المختلفة.
المعلم كموجه
سوف تقوم مؤسسات التعليم في المستقبل بتدريب المعلم على أن يصبح هو الموجه للطالب، عن طريق تحديد ما يوجد في شخصيته من نقاط قوة والوقوف على اهتماماته. بعد ذلك يظل يقوم المعلم بتوجيه كل طالب على حسب اهتمامه. مما يساهم في ظهور إبداع أكبر.
وكما سوف يساهم المعلم في نظام التعليم في المستقبل في عملية تطوير خطط التعلم ومساعدة الطلاب، حتى يكتسبوا عدد أكبر من المهارات التي تساعدهم في الحياة العملية فيما بعد. وبالإضافة إلى أن سوف تقوم مؤسسة التعليم في المستقبل بعمل دورات تدريبية للمعلمين حتى يصبحوا متمكنين في محتوى التكنولوجيا التربوي.
أقرأ المزيد: هل سيغني التعليم عبر الإنترنت عن التعليم التقليدي في المدارس
العوامل التي تؤثر على التعليم في المستقبل
هناك عدد من العوامل التي يكون لها تأثير واضح على مؤسسات التعليم في المستقبل. ومن أهم هذه العوامل الآتي:
المرونة والقدرة على التأقلم
تختلف قدرات كل طالب عن الآخر، فهناك طلاب يكون استيعابهم بشكل أكبر وأسرع عن غيرهم من الطلاب الذي يحتاجون لوقت أطول. لذلك يكون من المستحيل أن يستطيع المعلم التعامل مع كل طالب على حسب احتياجاته. لكن ظهور التكنولوجيا في مؤسسات التعليم في المستقبل سوف يتعامل الذكاء الاصطناعي مع كل طالب على حسب قدراته وبالصورة التي تتناسب مع قدرته على الاستيعاب.
كما سيتميز نظام التعليم في المستقبل بالمرونة، فيكون هناك مهام تتناسب مع جميع الطلاب بمختلف مستوياتهم.
اختلاف الوقت والمكان
سوف لا تلتزم التعليم في المستقبل بنظام الفصل الدراسي المعتمد حاليا. لكن ستكون الدراسة من خلال جدول زمني يحدده الطالب.
ظهور عدد كبير من الخيارات
سيكون من ضمن التغيرات التي تحدث في التعليم في المستقبل أن يكون أمام الطلاب عدد كبير جدا من المواد. ويكون على كل طالب اختيار المواد التي يرغب في دراستها فقط. وعلى سبيل المثال من لديه رغبة في أن يصبح مهندسا فهو لا يحتاج دراسة التاريخ أو الجغرافيا. ويكون من الأفضل أن يتعلم المواد التي لها علاقة بمجال الهندسة.
وجود مهارات قابلة للتحويل
اهتمام مؤسسات التعليم في المستقبل بتنمية المهارات وتعلمها سوف يعمل على مساعدة الطلاب بشكل عام في حياتهم الشخصية. كما أنها تكون مهمة بشكل كبير في الحياة العملية.
ظهور التعلم العملي
سوف تعمل مؤسسات التعليم في المستقبل على مساعدة الطلاب في مواجهة الحياة العملية وبالتحديد في المجال الذي يهتم به الطالب. وهذا ما يجعل الطالب يتدرب من خلال المدرسة على المهنة التي يرغب في العمل بها في المستقبل.
أقرأ المزيد: كيفية قياس أداء الطلبة في التعليم الإلكتروني والمدارس
الخاتمة
في ختام هذا الموضوع عن مؤسسات التعليم في المستقبل تعرفنا على التطورات التي سوف تظهر في التعليم وطرق التعلم في المستقبل والتي تساهم التكنولوجيا بدور كبير جدا بها، مما يساعد في تحسين التعليم ويصبح أكثر تقدما، كما تعرفنا على عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على التعليم في المستقبل.