ما الفرق بين التعليم الأكاديمي والتعليم الحر
أيهما أفضل التعليم الأكاديمي أم التعليم الحر ؟
معظمنا مر بمرحلة التعليم الأكاديمي ولكن القليل منا يعرف التعليم الحر. في الآونة الأخيرة زاد الجدل حول الفرق بين التعليم الأكاديمي والتعليم الحر؟ وأيهما أفضل ؟
حيث نجد طائفة من الآباء والمعلمين ينتقدون النظام القديم أي التعليم الأكاديمي، ويشجعون التعليم الحر لما له من منافع كثيرة من وجهة نظرهم. والبعض الأخر يرى أن التعليم الأكاديمي هو الأساس الذي لا ينبغي أن يتم تغييره.
وفي هذا المقال سنتعرف على الفرق بين التعليم الأكاديمي والتعليم الحر. وسنذكر مميزات وعيوب كلًا منها، وهل يمكن الدمج بينهما وتحقق الاستفادة قصوى؟
الفرق بين التعليم الأكاديمي والتعليم الحر
كلاهما نوع من أنواع التعلم المهمة، ولكن توجد فروق واضحة بينهم، وإليك أهم هذه الفروق:
التعليم الأكاديمي
هو التعليم القائم على السلم التعليمي المعتاد من المرحلة الابتدائية ثم الثانوية فالجامعة. حيث يدرس الطالب منهج تم وضعة وفق نظام معين ويتم تدريسه بطريقة معينة من قبل المعلمين.
- رأي المعارضين:
نظام التعليم الأكاديمي ثابت حيث يدخل الطالب الفصل ويتلقي الدروس التي تضم مواضيع مختلفة ومتنوعة ومن بعدها يأخذ الامتحان للمرور للفصل الذي يليه. وما أثار الجدل حول هذا النظام ودعا الكثيرين لنقده أنه يقتل الجانب الإبداعي في الطفل الذي يصبح كالآلة، كما أنه يقتل الفضول وحب المعرفة.
وكثير من الناقدين ينظرون إلى المناهج الدراسية على أنها حمل صعب على الطلاب ولن يستفيدوا من معظمه أبداً. ويقول البعض أن الأنبياء والمبدعين ومن لهم انجازات باهرة لم يدرسوا في المدارس.
بالإضافة إلى أن معظم الطلاب لا ينهون السلم التعليمي بسبب مشاكل أسرية مثل الفقر أو قلة الدخل أو بسبب الدرجات المتدنية لبعض الطلاب. مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع نسب البطالة بين الشباب ودفن المواهب التي فيهم.
- رأي المؤيدين:
يرى البعض أن التعليم الأكاديمي من المسلمات التي لا ينبغي أن تتغير. حيث إنها تُعّلم الطفل كيفية تكوين صداقات جديدة مع زملائه والذي بدوره سيقوي الجانب الاجتماعي ومهارات التواصل مع الآخرين.
كما أنهم يثبتون دور المدرسة في تعليم الطفل الالتزام حيث يستيقظ الطفل باكرا لكي يذهب للمدرسة. وبعد العودة يجب علية مذاكرة ما تم تدرسيه وفي المساء الاستعداد ليوم أخر.
ومن الفروق بين النوعين أنك كطالب يمكنك أن تسأل معلمك أي شئ لم تفهمه وسيجيبك في الحال. عكس نظام التعليم الحر حيث ستقضي وقتاً لكي تتأكد من صحة المعلومة وتجيب على أسئلتك.
اقرأ أيضًا: كيفية قياس أداء الطلبة في التعليم الإلكتروني والمدارس
التعليم الحر
وهو تعليم ذاتي يستثمر فيه الشخص طاقته وجهده ليتعلم مهارة يحبها. فتصبح له مصدر دخل ومعرفة في المستقبل.
- رأي المؤيدين:
هنالك توجه كبير من قبل بعض الآباء لهذا النوع من التعليم. حيث نجد أن الطفل لا يذهب للمدرسة ولكن يتم تعليمه المهارات والعلوم الأساسية التي يحتاج لها وقد تفيده في المستقبل. حيث يتم تدريس الطفل في البيت بإشراف الآباء، يرى كثير من الناس أن هذه الطريقة تنمي من القدرات الإبداعية لدي الطفل وتشجيعه على معرفة المزيد من الأشياء المهمة في الحياة. كما أنها تعلمه كيفية معالجة مشاكله الشخصية.
مع كل هذه المزايا إلا أن الأمر يحتاج لالتزام وصبر من الطفل والآباء، فالرحلة قد تطول ولكن المردود كبير. وفي النهاية سيتعلم الطفل أشياء هو يحبها وسيتمتع بها لذا من المهم الاستثمار فيه وتشجيعه دائماً.
- رأي المعارضين:
والبعض الأخر يقول أن التعليم الحر ينتج أفراد غير منتجين، سيشعرون بالنقص عندما يروا أقرانهم يقبضون مرتباتهم الشهرية والتي تزيد مع كل ترقية لهم. كما أن هذا النوع من التعليم يأخذ وقتاً أطول من التعليم الأكاديمي، وستعتمد على نفسك للبحث عن المعلومات والمصادر. وقد تأخذ وقت أطول لتتمكن من فهم ما تود معرفته حيث إنك المتعلم والمعلم عكس التعليم الأكاديمي.
كما نرى فهنالك الكثير من المزايا والعيوب في كل نوع من الأنواع التعليم. لذا من الذكاء الاستفادة منها معًا في نفس الوقت ولكي نتمكن من ذلك يجب علينا وضع خطة لتسهيل الأمر علينا.
كيف استفيد من التعليم الأكاديمي والحر في نفس الوقت
الأمر ليس مستحيلاً ولكنه يحتاج لعزيمة وجهد حيث يمكنك كطالب جامعي مثلا الاستفادة من فترة الجامعة في تعلم مهارة جديدة تنمي من قدراتك المعرفية والعملية.
كثير من الطلاب أو حتى الموظفين بجانب التعليم الأكاديمي أو العمل يخصصون وقت منفصلاً لتعلم شئ جديد يساعدهم في مجالهم. حيث يمكن للموظف الذي يعمل كممرض مثلا اخذ ورش تدريبية تساعده في تنمية مهاراته في التمريض وهذا من شانه أن يزيد من تقدير المدير للموظف وزيادة راتبه.
كما يمكن للطالب أيضاً تعلم مهارات الحاسوب وأخذ الدورات التدريبية على الانترنت عن طرق التعلم الصحيحة أو حتى تعلم العمل الحر حيث إن كل تلك الأفكار والمهارات المكتسبة ستؤتي بثمارها في المستقبل.
كثير من الطلبة حاليا بجانب تعلمهم يعملون في مجال العمل الحر والذي يمثل مصدر دخل ثانوي لهم. هذا بالإضافة إلى أن العمل الحر يقوي من العلاقات التي قد تفيدك بعد تخرجك أو أثناء عملك. حيث ستتعرف على أشخاص على نفسك مسارك التعليمي يشجعونك ويدعمونك وربما يقدموا لك المساعدة في بعض الأمور التي تمثل عقبة أمامك.
اقرأ أيضًا: هل سيغني التعليم عبر الإنترنت عن التعليم التقليدي في المدارس
مصادر التعليم الحر
من المصادر التي يستخدمها الناس في التعليم الحر الأقراص المضغوطة. حيث يمكنك الاستماع إليها أثناء أدائك لمهامك اليومية المعتادة وكسب الوقت. كما تتوفر حاليا الكثير من المواقع التي تتيح العديد من الدورات التدريبية المهمة. ومن أشهر تلك المواقع:
نصائح لبدأ التعليم الأكاديمي والحر
- عليك تحديد المجال الذي تريد تعلمه والقيمة التي سيضيفها لك هذا المجال في المستقبل سواء كان قيمة مالية أو معرفية.
- قم بتنظيم وقتك: حدد وقت معين لكي تبدأ في المجال الذي تود تعلمه بعد الانتهاء من الجانب الأكاديمي، مع الانتباه فعليك الموازن بين الاثنين، فلا تترك الجانب الأكاديمي كلياً فتفشل فيه وتبدأ في جانب التعليم الحر.
- تجميع المصادر: خذ وقتك في جمع المصادر المناسبة لك لبدا التعلم ومن ثم أبدا على الفور، لا تتردد وتشك في قدراتك، فهذا من شأنه أن يجعلك ثابتاً في مكانك بدون أي انجاز.
- الالتزام هو مفتاح النجاح في الرحلة، قد تكون محبط أو غير نشيط للعمل أو حتى للقيام بأي شي، لكن عليك قتل هذا الشعور والاستمرار في رحلة التعليم حتى تجني ثمار تعبك بسرعة، فكلما تأخرت كما بعد حلمك وطالت الرحلة.
الخاتمة
وفي الختام التعليم أمر جيد فالكل يريد أن يصبح شخصاً ناجحا في المستقبل، ولكن علينا اختيار المسار الصحيح والطرق الذكية، مع مواكبة التقدم والاستفادة من التقنية والملهمين في الحياة.
التعليم الأكاديمي مهم والتعليم الحر مهم أيضاً والجمع بينهما سيكون أمراً مفيدا جداً، فقط عليك الموازنة بينها والاستفادة من مميزات كل قسم، والسير وفق خطة مدروسة والالتزام بها حتى تتمكن من تحقيق أكبر استفادة ممكنة، ورغم وجود فرق بين التعليم الأكاديمي والتعليم الحر واختلاف الناس في الآراء والحجج إلا أن هذه الفروق لن تشكل عائق أو مشكلة لشخص يبحث عن المفيد والمثري له.