في ظل التطور العلمي الذي يشهده عالمنا المعاصر، أصبحت الحاجة ماسة إلى إدخال هذه التقنيات إلى مجال التعليم والتعليم، لما لها من آثار هامة، تنعكس بدورها على المستوى الثقافي والعلمي للطلاب بشكل عام، والمجتمع بشكل خاص. وبذلك يمكننا القول بأن مميزات التعليم عن بعد جعلت منه توجه أساسي في الآونة الأخيرة مع ظهور الأوبئة والأمراض. وفي هذا المقال سوف نقوم بتوضيح مميزات التعليم عن بعد، والأسباب التي دفعت جميع الدول إلى التوجه نحو التعليم عن بعد بجانب التعليم الوجاهي (التقليدي).
ماهية ومميزات التعليم عن بعد
مميزات التعليم عن بعد تتمثل في كونها تسهل عملية التعلم والتعليم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدام البرامج الخاصة. بعقد اللقاءات مثل الزوم، المعد خصيصا لعقد اللقاءات الوجاهية، مع إمكانية المشاركة الفعالة بين الأطراف.
اقرأ أيضًا: نتائج توظيف التكنولوجيا في التعليم على الطلاب والمعلمين
فوائد ومميزات التعليم عن بعد
يتسم التعليم الإلكتروني بالمرونة في إتمام العملية التعليمية، وبذلك فإن مميزات التعليم الإلكتروني يمكن إجمالها فيما يلي:
- توفير التكاليف المتعلقة بالمواصلات والسفر لتلقي العلم، إذ أصبح الطالب بإمكانه الحصول على الشهادات العليا المعترف بها، دوليا ومحلياً من خلال التعليم عن بعد.
- الاستماع إلى المحاضرات والفيديو المسجلة وتكرارها حسب الرغبة.
- مرونة في اختيار الأوقات.
- تحديد السرعة التي تناسب القدرات العقلية للطالب.
- ضمان وصول المعلومات وانتشارها على مستوى عال.
- القدرة على جمع المعلومات من مصادر مختلفة.
- تنظيم المناهج والوسائل المتبعة حسب قدرات الطلاب.
أهمية التعليم عن بعد ومميزاته
يرى المتعلمين أنهم ضمن هيكلية تعليمية مناسبة للوقت. إذ يرى البعض ضيق الوقت في القدرة على اكتساب المعلومات من طرقها التقليدية التي تتطلب جهد ووقت كبير للحصول عليها. على سبيل المثال من خلال النظر إلى الكتب والبحث العميق في طياته للحصول على معلومة بسيطة.
في حين أنها لا تتجاوز الجزء من الثانية للعثور عليها عند استخدام الإنترنت. مما يسرع العملية التعليمية وهذا ما يبرز مميزات التعليم عن بعد. ويجعله خياراَ أمثل للكثير من الطلاب، لحل الفروض المنزلية من خلاله أيضاً، وتقديم شروحات إجابات تفصيلية جيدة قد لا يتلقاها في التعليم بين أزقة الصفوف.
مميزات التعليم عن بعد ودورها في تقديم المساعدة
كان للتعليم الإلكتروني دورا هاما، حيث تظهر مميزات التعليم عن بعد ودورها في مساعدة الفئات التي تعاني من صعوبات في الحركة. إذ إن ذهابهم يوميًا إلى المدرسة أو الجامعة يتخذ جهدا كبيراً. بالإضافة إلى استقلال وسائل محددة تتناسب مع قدراتهم البدنية المحدودة، ليس هذا وحسب وإنما ساهمت أيضا في رفع مستوى التعليم في بعض الدول التي تمنع دراسة الفتيات على وجه التحديد ما دون الشباب.
حيث ترفض ذهاب الفتيات كونه يعتبر مخالفا العادات وتقاليد الدولة. وبهذا فقد وفرت الفرص المتكافئة بين جميع أفراد المجتمع في الحصول على التعليم.
ساهم وجود التعلم عن بعد الفئات العاملة مثل رجال الأعمال وأصحاب الشركات في القدرة على الحصول على الدرجات العلمية العالية. مثل الماجستير والدكتوراة من خلال الحصول على التعليم أونلاين، واجتياز الاختبارات دون الحاجة إلى السفر أو الذهاب إلى الجامعات المحيطة وترك الأعمال.
أقرأ المزيد: توظيف تكنولوجيا التعليم عن بعد في تطوير التعليم
أفضل منصات التعليم عن بعد
تختلف منصات التعلم عن التعليم، إذ يتوجب علينا ضرورة التفريق في ذلك. والحرص على معرفة مميزات التعلم عن بعد من خلال هذه المنصات التي تزيل الحدود تجاه عملية التعليم، ومن هذه المنصات ما يلي:
- منصة openlearning، موقع يساعد في تعلم كيفية صياغة النصوص والملفات والصور. بالإضافة إلى إتاحة خاصية المشاركة مع الآخرين.
- coursecraft، وهي منصة توفر جميع الدورات التدريبية من خلالها
- QUIZLET: منصة تساعد المعلمين على وجه التحديد في البطاقات التعليمية
- بلاك بورد: يمكن من خلالها إنشاء الدورات التدريبية بالإضافة إلى تقييم مهارات المعلمين وغيرها من المهام.
مميزات التعليم عن بعد مقارنة بالتعليم الوجاهي
لم يكن التعليم عن بعد ضمن المخططات التي تجعل المنظومة التعليمية تعتمد عليها بشكل أساسي، في إيصال المعلومات للطلاب. حيث تم اعتماد نظام الانتساب للتعليم الوجاهي منذ قديم الأزل. إلى أن أصيب فيروس كوفيد-19 العالم أجمع، ليغير هذه القوانين، ويظهر للعالم مميزات التعليم عن بعد التي يغفل عنها الكثير.
إذا أردنا التمييز بين التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، يمكننا القول بأن لكلاهما مميزات من شأنها رفع العملية التعليمية. وكذلك أيضا هناك بعض السلبيات، فإن من مميزات التعليم عن بعد كونه غير مرتبط بزمان أو مكان محدد، إذ يستطيع أي فرد الوصول إلى المعلومات التي يريدها من جميع المصادر وبلا حدود مكانية.
ليس هذا وحسب وإنما عقد الورشات التعليمية والتدريبية وإجراء الاختبارات وإظهار النتائج في دقائق معدودة،. كما سهلت عملية أرشفة البيانات والملفات الطلابية والإدارية، بدلا من تكدس الأوراق المطبوعة التي اعتاد المعلمين والطلاب رؤيتها.
أما فيما يتعلق بالجانب السلبي الخاص بالتعليم الإلكتروني أنه يحتاج إلى إمداده بالإنترنت بشكل متواصل. وفقدان الاتصال في حالة انقطاع التيار الكهربائي، يسبب فقدان في بعض المعلومات. كما أنه يعيق عملية التواصل الفعال الوجاهي.
بالرغم من اعتبار التعليم الوجاهي من الطرق التقليدية المستخدمة في التعليم إلا أنها تساهم في معرفة الفروقات والمشاكل التي يتعرض لها الطلاب، وتحديد المستوى الخاص بهم وكيفية التعامل معهم. إلا أن السلبيات التي يتعرض لها بعض الطلاب في التعليم الوجاهي، هو المسافات البعيدة بين المنزل ومكان تلقي العلم أو التقييد المكاني والزماني.
مستقبل التعليم عن بعد
يتجلى مستقبل ومميزات التعليم عن بعد في أروقة المدارس ووزارات التعليم. إذ أنه قد تم البدء ويتوقع مستقبلاً الاعتماد الكلي على بعض الاستراتيجيات المتبعة في أرشفة الملفات والبيانات على مستوى كبير، ومعلومات ضخمة تتخللها يتم ترقيمها. وذلك ليسهل الوصول إليها عند حاجتها، والابتعاد عن الجهد المبذول الذي يمتد لأسابيع وأحياناً إلى شهور للوصول إلى معلومات هامة.
أما فيما يتعلق بالطلاب، فإنه يتوقع أن يصبح جهاز الحاسوب الشخصي هو المعلم الأول والأساسي في العملية التعليمية، إذ سوف يتلقى الطلاب التعليم من خلال الفصول الافتراضية، ويتم برمجة المواقع على طرح المعلومات والاختبارات، وأيضا إبراز النتائج والتقييمات لطلبة المدارس والجامعات أيضا كذلك.
في غضون السنوات القادمة سوف يتم الحصول على الدورات التدريبية والشهادات الجامعية والعمل أيضا من خلال وسائل وبرامج تعليمية مخصصة لذلك، وبهذا، فإن العالم الافتراضي سوف يحل محل جميع الوسائل التقليدية التي طالما اعتدنا الاعتماد عليها في كثير من المهام. وفي الأعوام القادمة سوف يتم تحويل المحتوى التعليمي التقليدي إلى محتوى إلكتروني رقمي، يتميز بمهارات وأنشطة تعليمية وتدريبية هائلة وعلى درجة عالية من الإتقان، أقرب ما تكون مماثلة للنمط المتقدم من التفكير البشري.
أقرأ المزيد: برامج التعليم عن بعد
الخاتمة
ومن هنا وجب ضرورة وجود حلول للتحديات التي تواجه النظام التعليمي، في ظل انتشار الأمراض والأوبئة، التي تعرقل عملية التعليم واقتراح الحلول اللازمة لضمان وصول العلم والمعرفة إلى جميع الطلاب، وممارستهم حقهم وتحقيق توفير الفرص العادلة في الحق بالتعلم.