هل التعليم التلقيني سلبي فقط

التعليم التلقيني سلبي أم إيجابي 2023

0 8

يعتبر التعليم التلقيني هو الطريقة المتبعة منذ آلاف السنين ليس فحسب على مستوي المنظومة التعليمية. وإنما في نقل المعلومات بشكل عام من الأجداد الى الآباء ومن ثم الأبناء. فنرى هناك من ورث مهنة معينة من جده، وهناك من ورثت تحضير طعام معين يزداد الاقبال عليه. اذ أن جدتها علمتها الخطوات السليمة لإتقانها.

وهناك من ورث طريقة طبية جيدة في علاج الناس واستخدام الأعشاب الطبيعية، دون تلقيه العلم من منابره كالجامعات والمدارس، وانما هو ممن سبقه من الجيل.

وبذلك فإن التعليم التلقيني لا يعتبر سلبيا فقط، وانما هناك بعض الإيجابيات التي تناقلها فرد الى أخر من خلال هذا النوع من العلم. وقبل البدء بمعرفة السلبيات والايجابيات حوله، يتوجب علينا معرفة ماهية التعليم التلقيني.

ما هو التعليم التلقيني

التعليم التلقيني، هو عملية نقل المعلومات من المعلم الى التلاميذ من خلال اعتماد أسلوب تلقين المنهج وتناقله. وبهذا فإن الطالب يعتبر جزء مستقبل فقط غير مشارك. ويحصل الجميع على المعلومات فق مكان وزمان محدد جميعهم، وهذا ما يفسر سبب اعتبار البعض بأن التعليم التلقيني سلبي.

وقد يستخدم المعلم هذه الطريقة التقليدية في حالة التعامل ببعض المواد الدراسية مع فئات عمرية محددة. كما أن هناك ما يتوجب التعامل معهم بطريقة خاصة تعتمد على التلقين مثل ذوي الاحتياجات الخاصة. أو ممن يعانون من صعوبات في النطق وغيرهم الكثير ممن يجب مراعاة قدراتهم العقلية والبدنية المحدودة.

طرق التعليم التلقيني

هناك بعض الطرق المتبعة في عملية التعليم التلقيني تؤدى دورا فعالا في إيصال المعلومات يمكننا توضيحها فيما يلي:

الحفظ والتسميع

تعتمد هذه الطريقة على إلقائها العبء الأثقل على الطالب في القدرة على استيعاب المعلومات المشروحة ، اذ يقوم المعلم بتقديم المعلومات للطلاب ويتوجب بدورهم تفعيل قدرتهم على الحفظ والتركيز . بالإضافة الى تدوين الملاحظات.

فيقوم المعلم باسترسال المعلومات لجميع الطلبة في نفس الوقت والمكان، وهى تعتبر الأسهل بالنسبة له. كما أنها تنشط الذاكرة لدى الطلاب وزيادة اعتمادهم على نفسهم والتركيز التام دون الشعور بالتشتت، كونه يدرك العواقب على اهماله لهذه النقاط، ولكن من سلبيات هذه الطريقة عدم تنشيط التحليل والاستنباط.

الالقاء

يقوم المعلم بإلقاء الدرس شفوياً بطريقة متواصلة دون المقاطعة أو المناقشة، ناجم عن ضرورة انهاء المنهج المقترح، ويتم استخدامها في حال وجود كمية كبيرة من المادة المنهجية والطلاب المتلقيين، ومن عيوب هذه الطريقة هو عدم القدرة على طرح المناقشة بين الطالب والمعلم.

اقرأ أيضًا: مقارنة بين تكنولوجيا التعليم والدراسة التقليدية

تقديم الواجبات

جزء كبير من المادة المنهجية المتبعة للدراسة يتم تقسيمها على أساس ضرورة تسليمها كونها تندرج تحت مسمي الواجبات المدرسية، وفي بعض الحالات يكون الطالب غير مستدركاً للدرس الذي يطلب منه تسليم الفروض الخاصة به في فترة زمنية محددة، لذلك يلجأ الى الحلول الجاهزة او الذهاب الى المدرسين الخصوصي والأمر الذي يزيد من الأعباء المالية المكلفة على الأهل.

فوائد التعليم التلقيني

  • بإمكان الطالب الالتحاق بجميع التخصصات كونها متوفرة
  • بناء شخصية الطالب من حيث نموه العقلي والفكري والاجتماعي من حلال اندماجه مع المجتمع المحيط به.
  • افساح المجال للنقاش والتعبير عن الرأي بشكل موسع
  • تعليم الطلاب القدرة على الاعتماد على النفس في الحصول على المعلومات.
  • هام للطلاب الذين لا يقوموا بإنجاز فروضهم المدرسية ومتابعة الدروس
  • تشجيع مهارة الحفظ لدى الطلاب
  • تدعيم التفكير الإبداعي
  • التطبيق العملي للعلوم التي يتلقاها الطالب

يجب أن يعتمد الطالب على أسلوب التعليم التلقيني لما له أثر مهم على تنشيط الذاكرة بشكل مستمر، اذ يتم حفظ المعلومات بشكل عام في جانب الذاكرة القصيرة التي تستقبل المعلومات الأولية. ومن ثم يتوجب عليه تكرار المعلومات ليتم نقلها في قسم الذاكرة طويلة الأمد.

سلبيات التعليم التلقيني

كما يوجد إيجابيات هناك سلبيات التعليم التلقيني التي يتوجب ذكرها متمثلة فيما يلي:

  • شعور الطلاب بالضجر وعدم الرغبة في الذهاب الى المدرسة.
  • محدودية المكان والزمان
  • غياب النقاش والمعاونة بين المعلم والتلاميذ
  • ثقل المسئولية على الطلاب التي قد لا يحتملها البعض
  • التركيز على انهاء المنهج الدراسي المتبع دون التركيز على الجوانب الأخرى
  • الأعداد الكبيرة للطلاب
  • لا يتم عمل تغذية راجعة حيث أن المعلم يعتمد طريقة التلقين
  • لا يشجع على الابتكار وانما يقتصر بالالتزام بالمادة الدراسية
  • الشعور المستمر بالضجر من خلال المعلمين والطلاب وعدم رغبتهم في الاستكمال
  • بعد المسافات التي يعاني منها الطلاب والمعلمين عن أماكن الدراسة فتجعلهم يشعروا بالعبء الدراسي عند استخدام الوسائل المتعلقة بدراسة الطالب بنفسه.

اقرأ أيضًا: تطبيقات تكنولوجيا التعليم التي ستشكل فارق 2022

آراء حول التعليم التلقيني

ما بين مؤيد ومعارض للتعليم التلقيني والالكتروني، لا يمكننا القول بأن أحدهما أفضل من الأخر، اذ كلاهما يحتوي على الإيجابيات والسلبيات، كما أن هناك بعض المعلمين الذين يفضلون التعليم التلقيني عدا عن الالكتروني. ولكن في ظل التطور العلمي والتقدم التكنولوجي الحاصل أصبح بإمكاننا دمج كلاً من التعليم التلقيني والالكتروني، فهناك بعض التخصصات التي أصبحت يتم تدرسيها من خلال الوسائل التكنولوجية واجراء الاختبارات أيضا من خلالها.

أما رأي الطلاب فهناك من وجد أن التعليم التلقيني مضجرا وغير مستحدث وهذا ما يدفعهم للرغبة بترك الدراسة في سن مبكر، إضافة الى عدم قدرتهم على مجاراة العملية التعليمية وعقابهم المستمر، عند التقصير في أداء الواجبات المدرسية.

وما بين هذا وذاك يمكننا توضيح الفرق بين التعليم التقني والتعليم الالكتروني، والتوجهات نحوه حسب الدراسات الحديثة، بالإضافة الى الدول التي تعتمد التعليم الالكتروني بدلا من التعليم التقليدي.

هل التعليم التلقيني سلبي فقط

لا نستطيع القول بأن التعليم التلقيني سلبي فقط، ولكن للتعليم التلقيني سلبيات لا تجاري التطور العلمي الحاصل، إضافة الى أنه يسود الطابع النمطي الملل، الناتج عن عدم مشاركة الطلاب للمعلم، وهذا يجعلهم يشعروا بأنهم ليسوا جزء هام من العملية التعليمية، فلا تسنح لهم الفرصة بالمشاركة والنقاش وإنما فقط الترديد وراء المعلم.

وبهذا تم عمل نظام تعليمي جيد من شأنه دمج التعليم التلقيني بالإضافة الى الالكتروني، فأصبح الطالب يجد المتعة المتنوعة في كلا الحالات، بالإضافة الى زيادة الابداع وتنمية المهارات الاجتماعية المتمثلة بالتواصل والاتصال بين التلميذ والمجتمع، وبلورة الأفكار وتطبيقها عمليا على أرض الواقع.

اقرأ أيضًا: موارد التعليم عبر الانترنت المتاحة وطرق التقييم

الخاتمة

في نهاية هذا المقال يمكننا القول بأنه مهما تعددت طرق التعليم سواء كان التعليم التلقيني أو الالكتروني، الا أنه يقع العاتق في الحصول على المعلومات وتنميتها وتطويرها على الطالب، وذلك من أجل رفع مستواه العلمي والفكري

التعليم هو طريق الانسان نحو اكتشاف المواهب وتنمية الخبرات، وهى السبيل الأمثل لتطوير المجتمع وازدهاره، اذ يرتقي المجتمع بالتعليم والتعلم، ومع انتشار التعليم التلقيني، أصبحت العلاقات الاجتماعية بازدياد نتيجة اختلاط الفرد بالبيئة المحيطة به وتكوين الصداقات.

وبذلك مهما اختلفت أنواع التعليم سواء كان تقني، مهني، حرفي، أكاديمي، الا أنه تكمن الأهمية في الحصول على المعرفة والمنفعة التي تعود على الفرد والمجتمع بأفضل النتائج وتحقيق التقدم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.