هل يتوقف مستقبلي على التعليم والدراسة

يعد التعليم والدراسة السلاح الأقوى في وقتنا الحاضر، في ظل التطور العلمي والتكنولوجي الذي يجعل الأمم المتقدمة علمياً وثقافيا. حيث تتخذ المنحى الأول في الحكم والقوة، ويحرم الدول النامية من ذلك وابقائها تحت ظل الشعوب القوية. أما على المستوى الفردي فإنها تحرم الفرد من المامه بالوعي الفكري الجيد الذي يجعله يشغر مناصب عالية ومؤثرة في المجتمع.

ويجب التنويه الى الفرق الواضح بين التعليم والدراسة. اذ أن الدراسة تعتمد على العلم الذي يتم الفرد تلقيه من خلال الصفوف  والمدارس والمناهج الموضوعة. كما أنه يتم إعطاء الطالب فيه الفروض المدرسية والاختبارات التي تعتبر المعيار لمدى نجاح الفرد واتقانه لهذه المعلومات الفكرية.

أما فيما يتعلق بالتعليم فانه بعيدا كل البعد عن ذلك، فهو اكتساب الخبرات والمهارات التي تمكن الفرد من انجاز المهام وتعديل سلوكه. كما  أنه يلزمه طوال فترة حياته، وتكون هذه المهارات الهدف منها تطوير وتحسين الذات فرديا أو أثرها على المجتمع، وتطبيقها بطريقة تجعلها مصدر لدخله أو هدفه في الحياة. لذا في هذه المقال سوف نقوم بإيضاح أهمية التعليم والدراسة، والطرق المتبعة للنجاح في المستقبل المهني.

أهمية التعليم والدراسة

يعتبر التعليم والتدريس مهم جدا في حياة الفرد، اذ بدوره يقوم بتنمية مهارات الأفراد. كما يعمل على دمج الأشخاص مع البيئة المحيطة به من أهل وجيران و أصدقاء، ويعلمه كيفية التعامل معهم، حيث يندمج معهم بطريقة إيجابية تؤثرعلى النمط الفكري لدى الطالب.

ولا يمكننا حصر أهمية التعليم والدراسة في حياة الفرد حيث أنها تلازم الشخص طوال فترة حياته. هذا ما يعني أن الفرد يتعلم من المشاكل والتحديات التي تحيط به، دون اقترانها بفئة عمرية محددة أو مرحلة دراسية و جامعية.

وتتمثل الأهمية في بعض المحاور التي يمكننا اجمالها في ما يلي:

• رفع المستوي الفكري لدى المجتمع
• تحقيق الأمن والأمان، اذ يقل نسبة جرائم القتل والسرقة والتحرش
• رفع الاضطهاد وعدم المساواة
• التوزيع العادل لفرص العمل والعلم

اقرأ أيضًا: ما هو مستقبل تكنولوجيا التعليم؟

مجالات التعليم والدراسة

يوجد العديد من المجالات الدراسية التي يتم اعتمادها في الجامعات والمدارس. حرصاً على مدى أهميتها في رفع المنظومة التعليمية. ولما لها أر إيجابي على الأفراد، ومن هذه المجالات الهندسة، الطب، التعليم، علم النفس، تكنولوجيا المعلومات، السكرتاريا، وغيرها الكثير.

يستطيع الأفراد اختيار المجال الذي يتناسب مع مهاراتهم وميولهم. بالإضافة الى الخبرة العملية الكافية لإنجاز هذه المهمة، اذ تعتبر المقياس الأساسي في توفير فرص العمل والدخل لهم. وهذا ما يشير الى أهمية التعليم والتدريس في ضمان مستقبل الفرد.

حيث أنه الذي يتمتع بمهارات علمية وخبرات عملية يكون أكثر حظاً في الحصول على الوظائف بالعائد المالي المناسب لجهده المبذول في هذه المهنة التي يقوم بها.

دور التعليم والدراسة على الفرد والمجتمع

للتعليم والدراسة أثر كبير على مستوى الفرد والمجتمع، يمكننا ذكرها فيما يلي:

بالنسبة للفرد :

• القدرة على الانخراط في المجتمع من خلال استخدام وسائل الاتصال والتواصل الجيد مع الأفراد، المتمثل في الحديث اللبق.
• اكتساب الخبرات والفرص الجيدة
• زيادة الوعي وتغيير نمط التفكير مما يؤدى الى التقدم والنجاح
• رفع مستوى المعيشة
• اتخاذ القرارات الصائبة

بالنسبة للمجتمع :

• القضاء على الجهل.
• الحرص على عدم نشر الفقر والبطالة.
• التعليم والتدريس أساسي لرفع ونهضة الأمة.
• يؤثر على الحفاظ على صحة الأفراد من خلال كيفية التعامل ومواجهة الأمراض والأوبئة. حيث يسهل تعامل الشخص المتعلم الذي يوجد لديه معرفة فكرية حول كيفية التعامل مع مثل هذه التحديات.

مجالات لا تحتاج الى التعليم والدراسة

هناك مجالات مختلفة لا تحتاج من الأفراد حصولهم على الشهادات الجامعية، أو الشهادات العليا، انما تتطلب فقط الموهبة أو الرغبة في الاستمرارية، كما أن هناك بعض المجالات التي تحتاج فقط الى الإقناع ، ومع انتشار وسائل التواصل الحديثة والمواقع التي تعتمد على الربح الالكتروني أصبح الأمر سهلا، كما فتح المجال للجميع إمكانية تعلم المهارات وجعل هذه المواقع والمجالات مصدر دخل.

من هذه المجالات التي لا تحتاج الى التعليم والدراسة، التسويق، اذ أنها تتطلب فقط حصولك على مهارة جذب الزبائن والاقناع من أجل الترويج لخدمة ما أو منتج، كما تعتبر مهارة التصميم الإبداعية مجالاً ملائما للحصول على وظيفة، بالإضافة الى كتابة المحتوى، وغيرها الكثير مثل مندوب المبيعات، مدرب رقص، سباك، نجار، الإطفاء، مصمم أزياء، يوتيوبر، مدخل بيانات، مدون، محرر.

بالرغم من المجالات الواسعة التي تم ذكرها، وإمكانية الحول على مصدر دخل جيد، إلا أن التعليم لا يزال من الأولويات التي يتوجب على الأفراد الحصول عليها، لما لها من أثر واضح على مكانته وتقدمه على المستوي الشخصي، أو على مستوى المجتمع.

اقرأ أيضًا: وظائف تكنولوجيا التعليم وأهميتها لذوي الاحتياجات الخاصة

نصائح للنجاح في التعليم والدراسة

لا يوجد نجاح مستحق دون جهد مبذول، إذ أن الفرد إذا أراد تحقيق أحلامه والوصول الى الاستقرار المالي والوظيفي الذي يحلم به، يتوجب أن يتبع بعض الخطوات للنجاح في التعليم والدراسة، والتي تتمثل في اتباع الخطوات الآتية:

• وضع الخطط المرنة التي تقبل التغيير في حال التعرض لصعوبات.
• القدرة على تحديد الأزمات
• التفاؤل وتوقع النجاح دوماً
• قم باختيار الأشخاص الناجحين في حياتهم.
• التحفيز المستمر من قبل الفرد لذاته والآخرين له
• تناول وجبات غذائية صحية
• التكرار والمثابرة على النجاح
• تنظيم الوقت الخاص بالدراسة والنوم والترفيه عن النفس
• تحديد الأهداف
• التواصل مع الخبراء في المجال الذي تقوم بدراسته، من أجل الحصول على النائح والمساعدة، ولكن لا تعتمد عليهم اعتماد كامل.

ومن هنا نرى أن النجاح ليس بالأمر الصعب. إنما يحتاج فقط الى المثابرة والرغبة الدائمة في الوصول مع اعتماد بعض الخطوات التي تساهم في تحقيق ذلك.

هل يتوقف مستقبلي على التعليم والدراسة

الدراسة والتعلم لا يمكن أن يعتبر معيار أساسي على مدى إدراك الفرد و مهارته في جانب من جوانب الحياة. إذ أن هناك الكثير من المشاهير الذين اكتسبوا ثروتهم الضخمة المؤلفة من ملايين الدولارات وهم لم يستكملوا تعليمهم الجامعي.

ما يجدر الإشارة اليه، هو ضرورة الحصول على العلم والمعرفة التي تمكنه من الخروج من المواقف الصعبة، أو التورط في المصائب. بسبب عدم قدرته على القراءة والتوقيع على العقود التي تعود عليه بالضرر الجلل.

لا يتوقف المستقبل على التعليم والدراسة، ولكنه يتوقف في حال لم ينمي الفرد من مهاراته ومواهبه. وأصبح فرداً مستهلك في المجتمع فقط غير منتج، فهذا يزيد من الأعباء المثقلة على الدولة، وزيادة نسبة الجهل والبطالة.

الخاتمة

يعد التعليم والتدريس حق للجميع وبالتالي، فإن إهمال التعليم يؤثر على مستقبل الفرد من خلال تدني المستوى الفكري والثقافي لدى الفرد فيصبح أقل وعيا وقدرة على حل المشكلات والتعامل معها. وبذلك يصعب عليه حلها، وهذا ما يفسر لجوء الكثير من الأشخاص الى الانتحار لعدم قدرتهم على حل أو مواجهة المشكلات التي تواجههم أو زيادة الأعباء المالي عليهم وعدم إيجاد فرص عمل تغطي التكاليف المالية.