يتناول هذا المقال الحديث عن تكنولوجيا التعليم والدراسة التقليدية، حيث يلعب التعليم دورًا رئيسيًا في تطوير الحضارة الإنسانية منذ العصور القديمة. وتتطور طريقة التعلم باستمرار بمرور الوقت ولا تزال تمر بالعديد من التغييرات بسبب التقنيات المتقدمة.
وكلًا منا على دراية تامة بالطرق التقليدية للتعلم التي يتم من خلالها نقل التعليم داخل جدران الفصل إلى مجموعة من الطلاب. ومع ذلك، مع تدخل الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، أصبحت المنصة الإلكترونية حاليًا في اتجاه لتحل محل الفصول الدراسية التقليدية في المدارس.
واستفاد مجموعة واسعة من الطلاب في نفس الوقت في جميع أنحاء العالم من نظام تكنولوجيا التعليم، فقد نجح النظام التعليمي الحديث في القضاء تمامًا على قيود المساحة للفصل الدراسي المادي. ولتشجيع المزيد من مشاركة الطلاب من كل زاوية وركن في العالم، فإن تقنيات التعلم عبر الإنترنت تفيد الطلاب بشكل كبير مما يجعلها أكثر تفضيلًا من قبل الطلاب.
مع التأكيد على بعض مزايا النظام التعليمي التقليدي والحديث على حدٍ سواء، تقدم هذه المقالة مقارنة متوازية بينهما.
نظام التعليم التقليدي
يتضمن التعلم التقليدي استخدام أدوات التعلم التقليدية التي تتكون من السبورات والطباشير والكتب والأقلام. محصورين داخل جدران الفصول الدراسية، حيث يحصل الطلاب على التعليم من المعلمين الموجودين في الفصل. كما يحصلون على مساعدة مباشرة منهم في وقت الإزعاج أو الشك فيما يتعلق بمادة دراسية معينة أو أسئلة صعبة لايعرفون إجاباتها.
ويتم تسجيل الطلاب في المدرسة لفصول أو لفترات محددة، ويحضر الطلاب الفصول الدراسية كل يوم مع برنامج حصص أسبوعية ثابت. و لا يزال يتبع هذا النظام عدد كبير من المؤسسات التعليمية ولكن فإن التعليم التقليدي من خلال الفصول الدراسية له ميزة خاصة به وقيمته مثل:
- التعرض الاجتماعي: سيكون التعرض لمجموعة من الطلاب من أماكن مختلفة في جميع أنحاء العالم أمرًا ممتعًا ومريحًا دائمًا. فلن يؤدي ذلك إلى زيادة مشاركة المعرفة فحسب، بل سيشجع الطلاب على تعلم المزيد وعلى تكوين شخصية اجتماعية متحدثة تظهر على العلن بشكل أقوى وثقة أكبر.
- الأنشطة الجماعية: في مجموعة كاملة من نفس الفئات العمرية ، يمكن أن يكون التعلم إما أنشطة أكاديمية أو أنشطة جماعية أخرى أو مشاريع فنية أو ألعاب رياضية تعزز التعلم المناسب وروح النشاط في الطلاب. إذا لا يمكن للطلاب فقط التعلم في الفصول الدراسية ولكن المشاركة في الأنشطة المختلفة الجماعية سيزيد من قدرتهم على التعلم إلى أقصى حد.
- التوجيه المناسب: إن وجود مدرس المادة مفيد أيضًا حيث يمكن حل الشكوك التي تظهر في منتصف المحاضرة بعد ذلك والإجابة على التساؤلات مباشرة. مما يعزز فهم المحاضرة أكثر بعد الأسئلة والنقاش. كما أنه سيعزز المزيد من تفاعلات الطلاب والمعلمين والتي ستضيف إلى قدرات التعلم للطلاب.
اقرأ أيضًا: تكنولوجيا التعليم ما هي خصائصها ومميزاتها
النظام التعليمي الحديث (تكنولوجيا التعليم)
أصبح التعلم من خلال مواقع الويب المختلفة باستخدام الإنترنت وتقنيات التعلم الحديثة هو الرائج. وذلك لقدرته على التغلب على الصعوبات المرتبطة بمنهجيات التدريس البدائية أو التقليدية. لذا فإن التعليم الحديث ينقل المعرفة بشكل أكثر فاعلية وأكثر دقة من خلال تقديم المعرفة عن طريق المنصات المختلفة.
وتمكنت تكنولوجيا التعليم من جذب مجموعة متنوعة ليس فقط الطلاب ولكن أيضًا المعلمين للمشاركة في التعلم القائم على التكنولوجيا و عدم التقيد أو التسليم لأي نوع من الحدود الزمنية أوالمكانية أو عدد الطلاب. وزادت شعبية وتفضيلات التدريس عبر الإنترنت يومًا بعد يوم بشكل ملحوظ لكن لا يزال التعليم عبر الإنترنت قيد التعديل المستمر لضمان جودة التعليم. وهو يحمل مجموعة من الفوائد ومن أهم ميزاته:
مرونة التعليم الحديث
نظرًا للتواقيت والمواعيد المرنة التي يضمنها التدريس عبر الإنترنت دون قيود لفترة زمنية معينة، يمكن حتى للمحترفين والمتعلمين بدوام جزئي الاستفادة منها.
حيث يعيش معظم البشر تقريبًا جدولاً زمنيًا مضطربًا والعديد من الأشخاص توقفوا عن دراستهم بسبب المضاعفات المتعلقة بوظيفتهم، ولكنهم قد استأنفوا تعلمهم بسبب منصات التعلم الرقمية هذه . كما أن بوجود تكنولوجيا التعليم توفر لدى الطلاب المزيد من الوقت لإنفاقه على كسب المال و بدؤوا في البحث عن أعمال أخرى أو مشاريع تزيد من دخلهم المالي ليتمكنو من الإنفاق على تعليمهم.
التكلفة الأقل
تكنولوجيا التعليم قد قللت الرسوم الدراسية وتكاليف القبول والمرافق الأساسية الأخرى المرتبطة بنظام التعلم التقليدي. حيث يكتسب التعلم الرقمي شعبية كبيرة نظرًا لتكلفته المنخفضة الفعالة. فلا يحتاج الطلاب المهتمون بأخذ دورات في الخارج أو في أماكن بعيدة أو إلى السفر وما شابه. ولكن يمكنهم مواصلة تعلمهم عبر الإنترنت من مكان سكنهم ببساطة دون بذل أي جهد مادي أو جسدي .
المتعة ومحاربة الملل
وسائل تكنولوجيا التعليم بما فيها من شاشات عرض كبيرة حديثة أو اسخدام الحواسيب أو الأجهزة المحمولة بما فيها من مقاطع فيديو وصور وعروض ممتعة جعل بعض الطلاب يرغبون أكثر في التعليم وحضور المحاضرات. كما أن التعليم الإلكتروني منع الطلاب من تشتيت ذهنهم كما في الوسائل التقليدية. و كان ذو فائدة أكبر لهم من استخدام الكتب والدفاتر التقليدية من حيث التعلم والمتعة.
المساواة في التعليم
التعليم التقليدي الذي يتم توفيره في المدارس لم يكن مخصصًا لجميع الأطفال و كان هناك الكثير من التمييز بين الأطفال. أما التعليم الحديث متاح للجميع. فيمكن لأي شخص الالتحاق بالمدرسة وتعلم ما يريد.
ويمكننا القول أن التعليم الحديث أصبح متاحًا لجميع الأطفال، ومع انتشار التعليم الحديث تم تدريس مبدأ المساواة اليوم. فوصلنا إلى وقت أصبح فيه جميع الأطفال بغض النظر عن طائفتهم و بغض النظر عن دينهم أو المجتمع الذي ينتمون إليه يجلسون معًا في فصل دراسي واحد ويدرسون معًا وهذا لم يظهر في التعليم التقليدي الذي لم يكن في متناول الجميع.
أيهما أفضل التعليم التقليدي أم التعليم الحديث؟
كلا النوعين من التعليم لهما ميزاته وأفضليته على الآخر. ولا يمكننا أن نحدد تماما أي نوع من التعليم هو الأفضل فنحن نرى أن التعليم التقليدي أنشأ جيلا مثقفا وعلميا ويعتمد عليه في كثير من المجالات. وكذلك من استخدم تكنولوجيا التعليم بشكل جيد حيث استطاع أن يعطي الفائدة ويحصل عليها بطريقة كثيرة وسهلة وبمجالات واسعة.
وفي الواقع ، هذا يعتمد على الشخص وما هو هدفه من التعليم حاليا ومايريد تعلمه. فمن المؤكد أن التعليم التقليدي هو الأفضل في مجالات اللغة العربية أو القواعد أو المحادثة ومواد بناء الشخصية. ولكن التعليم الحديث قد يكون أفضل في مجالات العلوم البرمجة والرياضيات والمواد التقنية الحديثة.
وبرأيي أن كلا النوعين من التعليم مهم بنفس الدرجة ولا أفضلية لواحد على الآخر ويجب اعتمادهما معا حسب الظروف وأهداف التعليم أن كان ممكنا.
مقارنة بين تكنولوجيا التعليم والدراسة التقليدية
|
الأسئلة الشائعة
ما هي الاختلافات بين التعليم التقليدي وتكنولوجيا التعليم؟
في التعليم التقليدي يتم تعليم الطلاب كما في التقاليد والعادات والطقوس والمدراس والمعلومات الروتينية الحفظية. أما في التعليم الحديث، يتم تعليم الطلاب عن العلوم والتكنولوجيا والمهارات اللغوية والرياضيات وما إلى ذلك.
لماذا تعتبر التكنولوجيا التقليدية مهمة؟
أهمية المعرفة والمهارة والتكنولوجيا التقليدية أنها تعطينا هويتنا الثقافية وتزرع الفخر فينا، بالإضافة إلى أهميتها في بناء الشخصية الاجتماعية الواثقة من نفسها غير المنعزلة.
الخلاصة
وهكذا تعرفنا على تكنولوجيا التعليم والدراسة التقليدية والفرق بينهما، كما عرفنا أن كلا النظامين لهما الأهمية في المنظومة التعليمية. ومن الأفضلأن نستخدم الأثنين معًا، ونتمنى أن نكون قدمنا لك محتوى مفيد.