لم تعد عمليات التدريس والتعلم في هذا العصر تعتمد على العناصر التقليدية للمعلم والطالب ، والمعرفة لا تقتصر على عملية نقل المعلومات من المعلم إلى الطالب ، ولكن تعتمد على كيفية نقل المعلومات إلى الطلاب. وإن إدخال تقنية جديدة في عملية التدريس هو ما يُطلق عليه نظام التعليم المدمج. حيث يستخدم مصطلح التعلم المدمج أحيانًا كرد فعل على إساءة استخدام التكنولوجيا.
ويعتبر نظام التعليم المدمج شكل من أشكال الفنون الذي يستخدمه المعلم في الجمع بين موارد وأنشطة مختلفة في بيئات التعلم حيث تمكن الشخص المتلقي للمعلومات من التفاعل وتوليد الأفكار.
وفي هذا المقال سنسلط الضوء على نظام التعليم المدمج، وأهميته في العملية التعليمية، وما هي مميزات التعلم المدمج وسلبياته.
مفهوم التعليم المدمج
لا يوجد تعريف محدد وواضح يعرف نظام التعليم المدمج، ولا يمكن الوصول إلى تعريف دقيق لمفهوم التعلم المدمج ، لأن كل التعريفات التي ظهرت غير كاملة ، ويجب أن يكون التعريف الدقيق شاملاً ويتضمن جميع أوصاف الفن أو المصطلح ويمنعه من التدخل فيه.
وهناك عدة تعريفات توضح نظام التعليم المدمج:
- يعرّف الدكتور الفقي (2011) التعلم المدمج بأنه مصطلح لوصف الحل الذي يجمع بين العديد من طرق العرض مثل التعلم التعاوني والدورات المستندة إلى الويب وأنظمة دعم الأداء الإلكتروني وممارسات إدارة المعرفة مع الفصول وجهاً لوجه والبريد الإلكتروني المباشر.
- كما أوضح (John & Beagles، 2012) ، واصفا نظام التعليم المدمج على أنه نموذجًا هجينًا للتعلم الإلكتروني يتيح وجود طرق التدريس التقليدية جنبًا إلى جنب مع موارد وأنشطة التعلم الإلكتروني الحديثة في دورة واحدة.
- يعرّف السيد (John & Beagles، 2012) التعلم المدمج بأنه أسلوب يتم فيه دمج التعلم الإلكتروني وأدواته مع التعلم في الفصل الدراسي في إطار عمل حيث يتم إشراك أدوات التعلم الإلكتروني في الدروس النظرية والعملية عندما يواجه المعلم طلابه – وجهاً لوجه في نفس الوقت.
- ذكر السيد إسماعيل أن التعلم المدمج هو استخدام الابتكارات التكنولوجية في دمج الأهداف والمحتوى ، ومصادر التعلم النشط وطرق نقل المعلومات لخلق تفاعل إيجابي بين المعلم والطلاب والمحتوى ولخلق تنسيق بين احتياجات الطلاب والبرنامج الدراسي لتحسين إنتاجية العملية التعليمية. (إسماعيل 2009).
اقرأ أيضًا : ما هو التعلم الذاتي وكيفية عمل خطة فردية؟
أهداف نظام التعليم المدمج
هناك نوعين من الأهداف ل نظام التعليم المدمج، وهي كالتالي:
أولاً: الأهداف الرئيسية للتعلم المدمج
- تحسين نوعية التعليم وتحسين جودة العملية التعليمية (نقلاً عن د. حسن الزهراني لعام 1439-1438).
- زيادة مشاركة الطلاب وتفاعلهم.
- زيادة فعالية المعلم.
ثانيًا: الأهداف التفصيلية للتعلم المدمج
حيث يشير كل من John and Beagles (2012) إلى مجموعة من الأهداف التي يسعى نظام التعليم المدمج إلى تحقيقها والعمل عليها، مثل:
- زيادة أداء الطلاب من خلال تطبيق الابتكارات التكنولوجية
- زيادة التفاعل المباشر وغير المباشر مع المعلمين والمحتوى التربوي
- خفض التكاليف
- تنمية الجوانب المعرفية والوظيفية لدى الطلاب
- تحقيق الديمقراطية في نظام التعليم والتعلم الذاتي
فوائد ومميزات نظام التعليم المدمج
أظهر جون وبيجلز (2012) أن التعلم المدمج له فوائد ومميزات عديدة نلخصها كالتالي:
- من الممكن تغيير موقفنا ليس فقط تجاه مكان ووقت التعلم ، ولكن أيضًا تجاه الموارد والأدوات التي تدعم التعلم.
- تقليل تكاليف التعلم مقارنة بالتعلم الإلكتروني وتوفير جهد المتعلم ووقته.
- توفير المرونة في وقت التعلم ووقت التسجيل في برامج التعليم.
- توفير فرص التفاعل المتزامن بجانب فرص التنسيق والتعاون غير المتزامنين.
- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب بحيث يمكن لكل طالب الاستمرار في التعلم بناءً على احتياجاته وقدراته.
- توسيع نطاق التعلم بحيث يشمل العالم ولا يقتصر على الفصل الدراسي.
- يتيح للطالب التعلم في نفس الوقت مع زملائه دون أن يتأخر عنهم.
سلبيات نظام التعليم المدمج
على الرغم من فوائد ومميزات التعلم المدمج التي ذكرناها سابقًا، إلا أن نظام التعليم المدمج يواجه بعض المشاكل والعيوب، وهي:
- اعتماد نظام التعليم المدمج على التقنيات التي لم يتم الوثوق بها بعد ولا يزال الإنترنت غير متاح في بعض أجزاء العالم ، وخاصة في المناطق الريفية أو النائية.
- يتطلب الاستخدام الفعال لها أن يكون الطالب على دراية جيدة باستخدام التكنولوجيا.
- اعتماد التعلم المدمج على أجهزة الكمبيوتر ، وهو أمر مكلف بالإضافة إلى أعمال الصيانة والتركيب.
- انخفاض مستوى المشاركة الحقيقية لمتخصصي المناهج في بناء مقررات إلكترونية متكاملة.
- التركيز على تنمية مهارات الطلاب المعرفية أكثر من الجوانب العاطفية.
- في بعض الأحيان قد لا تتوفر التغذية الراجعة والحوافز والحوافز التعويضية.
- انخفاض فعالية نظام المراقبة والتقييم والحضور والغياب لدى الطلاب.
اقرأ أيضًا : دليلك لأفضل منهجيات التعليم في المدرسة الابتدائية
نظام التعليم المدمج في جامعة القاهرة
قال محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة أدخلت نظام إدارة التعلم Moodle. ويستخدم المصطلح لتدريب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على استخدام النظام الجديد وتنمية قدرتهم على التعامل مع البيانات الفنية الجديدة في نظام التعليم المدمج.
ويتم توفير Moodles لتوضيح كيفية استخدام الطلاب لاختبارات بنك الأسئلة وتخصيص مواقع الويب والاستبيانات الرقمية وكيفية استخدام غرف الدردشة.
وكذلك لتطوير مهاراتهم في التعامل مع هذه البيانات ، وتنمية قدراتهم وتعزيز تواصلهم مع الصناعيين والمصرفيين والجمعيات المهنية.
كما سيتم إخطار الطلاب بالجدول الزمني وأنواع الاختبارات في ملفاتهم الشخصية على موقع المركز على الويب. كما سيتم الإعلان عن قواعد ومواعيد التسجيل للطلاب الدوليين في المدارس الجامعية خلال الاختبارات.
شروط الالتحاق في التعلم المدمج في جامعة القاهرة
- أن يكون الشخص المتقدم حاصل على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها من الشهادات الأخرى ، بما في ذلك: شهادة الثانوية العامة الأزهرية وشهادة الدبلوم الأجنبي المعادلة. (لكن مشروطًا بمرور 5 سنوات على استحواذ مالكها عليها ، لكن هذا لا يشمل الطلاب الدوليين والدوليين).
- النجاح في امتحان القبول أو الامتحان في أساسيات كل من دورات اللغة العربية والإنجليزية والكمبيوتر. إذا فشل مقدم الطلب في أحد هذه الاختبارات ، فيمكنه إعادة التقديم ، ولكن بتكلفة جديدة.
الخاتمة
في نهاية المقال نرجو الاستفادة من المعلومات حول نظام التعليم المدمج، وعلى الرغم من عيوب هذا النظام والتحديات التي يواجهها ، هو إطار عمل يسهل بين استخدام التكنولوجيا الكاملة والتعليم التقليدي ، ولكنه يتجه نحو مزيد من الفعالية لأنه من الممكن استخدام نماذجه، حيث تتصف بالمرونة في تحقيق الهدف وتحسين جودة العملية التعليمية.